بصراحة يا جماعة
أنا مبكوك من بنات الصعيد وعلى أخري منهم ، وأقولها بالفُم المليان أنهم يستاهلوا
القهر والذُل اللي هم عايشين فيه ومش بعيد أكمان أقرر أني أشارك في مسلسل القهر
الموجه ذد الأنثى ، لأنهم يستاهلوا ... تعلوا معايا وأحكيلكم الحكاية من أولها .

لماذا تسكت بنات
الصعيد على كل ما تلاقيه من أهانة ومزلة داخل بيتها وفي الشارع وفي المدرسة
والجامعة والعمل و...... ألخ ؛ لماذا لا تصرخن وتطالبن بحقوقهن ؟ ؛ لماذا تغوين أن
تظل مقهورة من قبل كل رجل يمر بها بدايةً من أبيها وأخيها ومديرها في العمل وزميل
الدراسة وحتى كل من يقابلها في الشارع ينتهك حقوقها كأنسانة ويجري يعاكسها ويتحرش
بها ولا تستطيع الرد والدفاع عن نفسها ؟
دعوني أعدد لكم
صور قهر الأنثى في المجتمع الشرقي الذكوري المتخلف ذو الفكر الوهابي الوافد من شبه
الجزيرة العربية منبع التخلف :
1. الفتاة منذ نعومة أظافرها وهي في بيت أبيها تُعامل كشغالة
تهتم بشؤون المنزل الداخلية والخارجية أن أستطاعت لتوفر الراحة لأخوتها الذكور ،
فتجدها تتنقل بين الغرف كالنحلة لتنظيفها جميعاً ثم تهم لتجهيز الطعام لأخوتها قبل
عودتهم للمنزل ، ثم تعاود تنظيف الأطباق بعد أن يفراغوا من الطعام ، ثم تقوم
بتجهيز ملابس كل منهم ليكون في أفضل حالاً وهو خارج ليتسكع مع باقي أقرانه الشباب
، أما هي فتتسمر بالمنزل تتابع أحد المسلسلات إن فاض لها وقت في أخر اليوم .
2. من حق الولد أن يخرج ويذهب إلى أي مكان وفي أي وقت أم
البنت فمطلوب منها أن لا تتأخر عن الميعاد المُحدد لها "ماعندناش بنات تتأخر
برا البيت" ، حتى وإن فرض عليها عملها ذلك فهناك حل واحد "البنت مالهاش
غير بيت جوزها ، ماعندناش بنات تشتغل" .
3. الزوج له كل فروض الولاء والطاعة وإلا غضبت عليها
الملائكة ، فيجب أن تطيعه حتى لإن طلب منها طلبات تهين أنسانيتها ، فهي نكرة أصلاً
ولا أهمية لها سوى أن تكون وسيلة لتفريغ شهوته .
4. المدير بالعمل هو الأدرى والأكثر علماً حتى وإن كان أقل
خبرة ، لكنه ذكر فبالطبع يكون أكثر جدارة بكل شئ ؛ والأكثر إهانة أن يتحرش هذا
المتخلف بها من باب سلطته عليها .
5. مضايقات الشارع ، وعن هذا حدث ولا حرج ، فأكثر من 95 %
من البنات يتعرضن لشتى أنواع التحرش بدايةً من اللفظي وحتى الأغتصاب مروراً
بالتحرشات ومد الأيد على مناطق حساسة أو ... أو ..... أو ..... ألخ .
كل هذا والفتاة
ساكتة راضية خانعة تحت كل هذه الأشكال من القهر ، وتنتظر حتى تعود كرامتها في
يوماً ما ، متناسية أنه لن يستطيع أحد أن يُرجع لها كرامتها بدون أن تعمل هي على
ذلك .
ولكن حتى مع ظهور
ثورة البنات والتي تدافع عن حقوق المرأة بجسارة نجد أن الكثير من البنات يخفن
المشاركة ، كأنهم إعتدنا الذُل والمهانة ، لماذا .... ؟ لا أدري .
دعوني أنقل لكم
جزء من كتاب للعظيم نزار قباني يقول فيه :
ثوري
! ... أحبك أن تثوري ..
ثوري
على شرق السبايا ، والتكايا ، والبخور
ثوري
على التاريخ ، وأنتصري على الوهم الكبير
لا
ترهبي أحداً . فإن الشمس مقبرة النسور
ثوري
على شرقٍ يراكِ وليمة فوق السرير
فهل تستطعن الثورة
فعلاً يا بنات الصعيد ، أم ستظلون محط إهانة الرجل وتحقيره ؟
هل ستظلون صامتين
أم ستنفجر منكم طاقات الكلام والمطالبة بالحق ؟
ربما لا يكون هناك
كلاماً يقال سوى ما كتبه نزار في كتابه (يوميات إمراءة لا مبالية)
حينما قال أن
:" الحرية جواد أبيض لا يستطيع ركوبه إلا الشجعان" ، فهل ستستطعن
ركوب الخيل أم ستظلون مدوسون تحت أقدام التخلف الذكوري ؟
لكم
وحدكم الأختيار
لمن يريد نسخة pdf من النوت أضغط هنا