welcome

Welcome our visitors that come to visit us on our Blog
This blog reflects the views of its owners only
You have the right to agree or disagree with our views

مرحباً بكل زائر يدخل على مدونتنا
هذه المدونة تعبر عن آراء أصحابها فقط
لك الحق أن تتفق أو لا تتفق مع آراءنا
الصفحة الرئيسية للمدونة على الفيسبوك :( https://www.facebook.com/pages/Egyptian-Sokrat-egygirl-mn2ota-Blog/254929104594264 )

Adver.

Mar 22, 2012

البابا شنودة في النار

هذا المقال من كتابة الأستاذ ثروت أديب يوم الثلاثاء الموافق 20-3-2012
بعد نياحة قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث
كتب يقول
حدثت هذه القصة بعد مفارقة روح البابا شنودة للجسد حسب رؤية احد شهود العيان
وقف البابا شنودة  بروحه امام الباب المؤدي للجنة  كانت المسافة التي تفصل بينه وبينها  كالمسافة التي تفصل بين مصر واليابان ولكنها مسافة بسيطدة بالنسبة للارواح لايستغرق الوصول لها سوى بضعة ثواني.. فرد جناحه فوصل لهناك في الحال ..  اختلس نظرة عابرة على سكان الفردوس فانفرجت اساريره عندما وجد ان اغلب السكان من اصحاب اللحي مثله .. ادرك ان هولا ء هم الرهبان وسكان البراري والنساك في كل عصر وآوان .. لم يعد يفصله عن لقاء بولس الرسول ومرقص الرسول واثناثيوس الرسول سوى هذا الملاك الذي يقف بينه وبين الفردوس ممسكا بكتاب ضخم يضم بينه صفحاته اسماء المنعم عليهم بالدخول.. اتجه الى الملاك ورفع جناحيه لتحيته ثم هم  بالدخول فجذبه الملاك من ريشه قائلا له : الى اين انت ذاهب .. قال البابا شنودة بنبرة  الواثق : الى الجنة .. قال له الملاك بنبرة صارمة بعد ان فرد جناحه العملاق ليقف حائلا دون دخول البابا الجنة .. ما اسمك .. تعجب البابا اذ كان يظن ان صيته قد وصل الى فوق .. فقال اسمي نظير جيد الشهير بالبابا شنودة بطريرك الاقباط الارثوكس .. فتح الملاك الكتاب العملاق على حرف الشين وراح يتمتم شنودة شنودة شنودة ثم نظر له بوجه الصارم اسمك ليس موجود .. غضب البابا شنودة واستشاط غيظا خلاف عادته وهو بالجسد قائلا .. انظر جيدا فانا متاكد ان اسمي مكتوب في سفر الحياة .. رد الملاك قائلا وانا متاكد ان اسمك غير موجود وحتى يرتاح بالك عليك ان تعلم ان كل هذا السفر لا يوجد به اسم شنودة .. ليس هذا فحسب بل كل سكان الجنة رغم تشابه اسماهم وتكرارها لا يوجد بينهم من له هذا الاسم .. صمت البابا شنودة لحظات لا يجد فيها كلمات يقولها من واقع الصدمة ..قطع الملاك الصمت المريب قائلا .. قلت ان لك اسم اخر خلاف  شنودة .. زحفت بسمة امل على شفاه البابا شنودة قائلا : نعم لقد كان اسمي سابقا نظير جيد .. ربما اكون مدون عندكم بهذا الاسم .. فقال الملاك ربما .. ثم عاود فتح الكتاب وراح يقرا الاسماء المدونة  بالكتاب العملاق وهو يبحث .. نظير احمد , نظير مصطفى, نظير محمود , ثم نظر من جديد للبابا قائلا .. عفوا اسمك غير مكتوب .. ثم قال بصوت مهيب اهتزت له اركان الجنة: اذهب الى باب النار ستجد اسمك مدون هناك ايها الهالك .. غرقت عيناي البابا بالدموع .. وهو يردد
ظلم ظلم انا لا استحق تلك النهاية .. فرد عليه الملاك بحدة : كيف تقول ظلم .. الله ليس بظالم .. رد البابا : ولكني لم اقترف ذنب استحق من اجله الدخول الى النار .. قال له الملاك كيف ؟ ِ. رد البابا .. كنت اؤمن بالمسيح اشد الايمان . قال له الملاك تقصد سيدنا عيسى .. رد البابا .. نعم هناك من يسميه بعيسى لكن اظن ان الاسماء لا تهم .. قال له الملاك وماذا بعد ..رد البابا .. كنت احب كل الناس حتى الاعداء بل احس شعبي على حبهم .. صفق الملاك على كفيه متعجبا وهو يقول : تحب حتى الكفار .. قال نعم احب حتى الكفار .. استغفر الملاك ربه ثم قال وماذا فعلت ايضا قال البابا كنت اتسامح مع المسيئين الينا واطلب لهم المغفرة عندما اصلي .. وضع الملاك جناحه على عينيه بعد ان اغمضها من شدة  الضيق قائلا : انك مثل التلميذ البليد لا تؤدي واجباتك وتنزف الدموع حينما ترسب .. قال البابا ما كنت اظن انني سارسب .. قال الملاك : لم تؤد المطلوب .. رد البابا : وهل ادى احد المطلوب .. اظن ان شروط  دخول الجنة تبدو مستحيلة .. رد الملاك بضيق : كيف تقول مستحيلة  والجنة تعج  بملايين البشر مثلك . قال البابا ماذا فعلوا وانا لم افعل .. قال الملاك : ارضوا الديان الخالق .. قال كيف .. يبدوا لي الان ان رضاءه عسير بعد ان كنت اظنه على الارض يسير .. صمت الملاك فترة كما لو كان يفكر في امرا ما .. يتحمس ثم يتراجع .. واخيرا  حسم امره .. واقترب من البابا هامسا .. لقد دخلت قلبي على خلاف اهل النار .. لذا سامنحك فرصة لم امنحها لاحد من قبل وهي ان اجعلك تتحدث الى اهل الجنة حتى تعرف لماذا دخلوها هم وخرجت منها انت .. فقال له البابا : ساكون ممنونا .. نادى الملاك  احد المارة قائلا .. تعالى هنا يا ابن ستيتة ثم استدار للبابا قائلا .. عفوا اننا هنا ننادي الناس باسماء اماههم .. حضر ابن ستيتة  على مضض حيث كان يداعب احدى حوريات الجنة.. فقال له الملاك قل لشنودة ماذا فعلت حتى تنعم بالجنة .. قال ابن ستيتة .. لم افعل اي شيء سوى انني قتلت كافر .. نظر الملاك الى البابا قائلا سمعت ثم نادى على رجل اخر قائلا تعالى يا ابن بهانة .. فحضر ابن بهانة مصطحبا معه كوب خمر فقال له الملاك قل لشنودة ماذا فعلت حتى تاتي الى هنا فرد ابن بهانة امرين لا ثالث لهما .. كره اليهود والنصارى وعدم شرب الخمر .. فقال له البابا متعجبا ولكنك تمسك كاس خمر بيدك .. فرد
ابن بهانة .. شرب الخمر حلال في  الجنة حرام في الارض .. اما كره اليهود والنصارى فحلال في الاثنين .. ابتسم الملاك للبابا شنودة قائلا .. فهمت ام تريد ان تسمع المزيد .. قال البابا .. فهمت .. ولكني لم افعل شيء سوى طاعة الانجيل .. قال الملاك : الانجيل المحرف .. قال البابا بضيق : انت ايضا تقول على الانجيل انه محرف .. قال الملاك : بكل تاكيد انه محرف .. رد البابا : وما هو دليلك .. قال الملاك : الامر لا يحتاج الى دليل بل يحتاج الى عقل .. كتاب ينهى عن القتل والكره والخصومة ويحث على الحب والتسامح بكل تاكيد كتاب محرف .. مضى الباب شنودة الىا النار حزينا وهو يبكي ويردد  .. ليتني قتلت .. ليتني كرهت .. ليتني خاصمت  .. ليتني ما اتبعت كتاب محرف .. كنت الا ن ساجد نفسي في الجنة
########################################
إلى هنا أنتهى المقال وهذا تعليقي البسيط

ياليتكم تفهمون مغزى هذه القصة التي لم تحدث حقيقةً إلا في خيال كاتبها الذي أراد أن يوضح بعض الجوانب في حياة قداسة أبي المعظم الأنبا شنودة الثالث مقارنةً بأفكار وتصرفات بعض الأشخاص
الذين وضعوا نفسهم في خانة المدافعين والمتحدثين بأسم الله وهم أبعد ما يكونوا عن الله وتعاليمه

Mar 20, 2012

من سيستقبل قداسة البابا شنودة الثالث ؟


هذا المقال كتبه الكاتب الرائع علاء الأسواني بجريدة المصري اليوم - يوم 20 - 3 - 2012

هذا اليوم الموافق جنازة قداسة البابا شنودة الثالث

....................................................................................................................
لا يمكن وصف هذا المكان لأنه فريد من نوعه، يفوق قدرتنا على التخيل.
سوف نعتبره، على وجه التقريب، حديقة شاسعة مليئة بأشجار كبيرة مثمرة وزهور رائعة الجمال، تتمايل بفعل موجات من نسيم منعش لا مثيل له.. الحديقة لها بوابة مستديرة مكللة بالورود، يقف أمامها رجل وسيم ملتح يرتدى ثوبا ناصع البياض ويشع من وجهه نور غريب.. فى أنحاء الحديقة ينتشر آلاف البشر الذين تبدو عليهم آثار النعمة والفرحة. بين الحين والحين يتوجه الرجل إلى البوابة ليستقبل الوافدين الجدد.. بالأمس وقف الرجل ليستقبل البابا شنودة، الذى تقدم نحوه بخطوة مستقيمة نشيطة.. اختفت التجاعيد تماما من وجه البابا واستقام ظهره وتخلص من الآلام وارتد شعره أسود تماما، كأنما عاد إلى العشرينيات من عمره... انحنى الرجل وقال:
أهلاً وسهلاً يا قداسة البابا شرفتنا.
تطلع البابا حوله بدهشة وقال:
أهلا يا ولدى.. ما اسمك؟!
أنا الملاك الحارس.
كيف عرفت بمجيئى؟!
أنا أعرف كل شىء عن ضيوفى، لأننى مكلف باستقبالهم.. اتبعنى من فضلك.
تقدم الملاك الحارس وخلفه البابا شنودة.. مشيا فى ممر بين الأشجار تحيط به صفوف من الأزهار الملونة. فى نهاية الممر فوجئ البابا بأربعة أشخاص واقفين يبتسمون ويلوحون كأنهم ينتظرون وصوله. لاحظ أن أحد الواقفين شيخ معمم يرتدى قفطاناً. لوح لهم البابا بحرارة. أصبحت حركة يده الآن أقوى بعد أن استرد صحته تماماً.. وقف الملاك الحارس بين البابا ومستقبليه وقال بصوت مرح:
كل ضيوفنا المصريين كانوا يريدون أن يكونوا فى شرف استقبالك.. لكننا اخترنا هؤلاء الأصدقاء الأربعة كممثلين عن زملائهم.. فليتقدم كل واحد فيكم ويعرف نفسه.
تقدم الشيخ وصافح البابا قائلا:
السلام عليكم يا قداسة البابا. أنا اسمى الشهيد عماد عفت من شيوخ الأزهر، وقد قتلونى بالرصاص أثناء اعتصام مجلس الوزراء
اتسعت ابتسامة البابا وشد على يده بحماس، ثم تقدم شاب وقال:
شرفتنا يا قداسة البابا.. أنا الشهيد علاء عبدالهادى.. طالب فى كلية الطب جامعة عين شمس.. قتلونى بالرصاص فى مجلس الوزراء قبل موعد تخرجى بأيام قليلة.
تراجع الدكتور علاء خطوتين وتقدم الشاب الثالث فانحنى وقبل يد البابا ثم قال:
أنا الشهيد مينا دانيال.. قتلونى بالرصاص فى مذبحة ماسبيرو.
رسم البابا علامة الصليب، ثم تقدم الشاب الرابع وقال:
يا سيدنا أنا دهسونى بالمدرعة فى ماسبيرو. اسمى الشهيد مايكل مسعد.
رسم البابا علامة الصليب مرة أخرى وبان الأسى على وجهه ثم قال :
أنا سعيد بصحبتكم. ها قد عرفتم أن الشهداء يكونون مع الرب ولايموتون أبداً.
أشار الملاك للشهداء فجلسوا على الأريكة، بينما جلس البابا بجوار الملاك على أريكة مقابلة. ابتسم الشيخ عماد وقال:
نحن المسلمين نؤمن بأن الشهداء لا يموتون وإنما هم أحياء يرزقون عند ربهم.
ابتسم الملاك الحارس وقال:
الشهداء هنا فى نعيم مقيم والحمد لله.. لكننى كثيراً ما أتساءل: لماذا يصعد إلينا هذا العدد الكبير من الشهداء المصريين بالرغم من أن مصر لم تحارب منذ أربعين عاماً؟
قال مايكل مسعد:
ـــ هذا السؤال يجب أن يوجه إلى حسنى مبارك والمجلس العسكرى.
ضحكوا جميعا ثم قال الشيخ عماد:
هل تعلم يا قداسة البابا أن المصريين جميعا، مسلمين وأقباطاً، قد حزنوا لوفاتك. لقد رأيت الكاتدرائية هذا المساء. إن منظرها مهيب حقاً.
سأله البابا:
هل تشاهدون التليفزيون هنا؟!
ضحك الملاك الحارس وقال:
ضيوفنا هنا لا يحتاجون إلى تليفزيون.. ما إن يفكروا فى أى شىء حتى تستحضره أذهانهم بوضوح.. لو فكرت فى الكاتدرائية الآن سوف تراها فى ذهنك.
أغمض البابا عينيه وفكر فى الكاتدرائية فرأى عشرات الألوف من المصريين جاءوا ليلقوا نظرة أخيرة على جثمانه. فتح عينيه وابتسم وقال:
بارك الله فيهم جميعا. مصر كانت دائماً بلداً واحداً وشعباً واحداً.
هنا قال علاء بحماس:
ــ يا قداسة البابا، نحن نحمد الله كثيرا على النعيم الذى نعيش فيه، لكننا نتابع ما يحدث فى مصر ونحس بحزن لأن الثورة التى قدمنا حياتنا من أجلها يتم إجهاضها.
هز الشيخ عماد رأسه موافقاً، ثم تنهد وقال:
لقد مر على انتخاب مجلس الشعب ما يقرب من شهرين، الواضح أن أعضاءه عاجزون عن فعل أى شىء إلا بموافقة المجلس العسكرى.. إذا استمر الأمر على هذا الحال فإن مجلس الشعب سيكون مثل برلمان مبارك، مجرد مكلمة ووسيلة لتخدير الرأى العام وأداة فى يد السلطة المستبدة.
قال الدكتور علاء متهكماً:
ماذا تتوقع من مجلس الشعب إذا كان رئيسه يتحرك فى سيارة بى ام دبليو مصفحة، بينما نصف المصريين يعيشون فى العشوائيات تحت خط الفقر؟!
ظل البابا شنودة يستمع إليهم لكنه لم يتكلم. اندفع مينا دانيال قائلاً:
اسمح لى يا سيدنا.. لقد تعلمنا على يديك الصراحة والشجاعة. هل تقبل أن يناقشك واحد من أبنائك؟!
تفضل يا ولدى.
نهض الشيخ عماد والدكتور علاء لينصرفا، لكن البابا استبقاهما قائلاً:
أنتما مسلمان، لكننى أبوكما مثلما أنا أبوهما.. ليس لدى ما أخفيه عنكما. تكلم يا مينا. أنا أنصت إليك.
لقد مت ومات وأصيب معى شباب كثيرون فى مذبحة ماسبيرو.. ثم فوجئت بأعضاء المجلس العسكرى، المسؤولين عن المذبحة، يجيئون للتعزية فى الكنيسة.. لماذا استقبلتهم يا سيدنا؟!
يا مينا يا ولدى الكنيسة مفتوحة لكل إنسان، لأنها بيت الرب.. كما أن المسيح قد علمنا المحبة والتسامح.
يا سيدنا إن المجلس العسكرى هو المسؤول السياسى الأول فى الفترة الانتقالية. لقد مات أكثر من ثلاثمائة شهيد فى مذابح متتالية.. ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وبورسعيد.. لماذا لم تأخذ الكنيسة موقفاً واضحاً فى مطالبة المجلس العسكرى بتقديم المسؤولين عن هذه المذابح إلى المحاكمة؟!
صمت البابا وبدا عليه كأنما ينتقى كلماته ثم قال ببطء:
يا مينا يا ولدى عندما كنت فى سنك كنت متحمساً مثلك، وربما أكثر منك.. لكننى لما تقدمت فى السن تعلمت خطورة أن يتخذ الإنسان أى قرار وهو غاضب.. هل تظن أننى لم أحزن من أجل أبنائى الذين ماتوا فى كل هذه المذابح؟!.. هل تحسب أننى لم أغضب عندما رأيت بنات مصر يسحلن فى الشوارع بواسطة جنود مصريين؟!.. أقسم بالمسيح أن مشهد البنت المسحولة التى عروها من ثيابها ودهسوها بالأقدام لا يفارق ذهنى حتى الآن.
لكن قداستك لم تتكلم لتطالب بمحاسبة المسؤولين عن كل هذه الجرائم.
أحيانا يكون الصمت أبلغ من الكلام.
لقد وعدتنى بألا تغضب منى يا سيدنا.
تكلم يا مينا.
يا سيدنا لماذا كنت دائماً تشكر المخلوع مبارك وتثنى عليه وهو ظالم وفاسد؟!.. لماذا أشدت دائما بابنه جمال مبارك، الذى كان يريد أن يرث مصر كأنها عزبة أبيه؟!
ساد بعض التوتر وابتسم الملاك الحارس وقال:
أظن من المناسب أن نترك قداسة البابا الآن ليستريح.
رفع البابا يده محتجاً وقال:
لست متعباً. اسمع يا مينا.. أنت مسؤول عن نفسك فقط. أنت اخترت الثورة ودفعت الثمن حياتك وأصبحت شهيدا.. أنا قرارى لا يخصنى وحدى. كل موقف أتخذه سيؤثر على ملايين الأقباط والمسلمين وعلى مصر كلها. كثيرا ما أضطر إلى اتخاذ مواقف لا تعجبك، لكنها ضرورية ولا مفر منها.
هنا اندفع مينا قائلا:
أفهم من ذلك ياسيدنا أن قداستك تؤيد الثورة.
طبعا يا ولدى. عندما يطالب الشعب بالحرية والعدل لابد للكنيسة أن تسانده.
ساد الصمت وضحك البابا وقال:
تكلم يا مينا. أرى فى عينيك السؤال.. تريد أن تسألنى لماذا لم أعلن تأييدى للثورة من البداية؟.. الإجابة كما قلت لك أننى أحسب كل كلمة أقولها.. أتظننى غافلا عن اشتراك آلاف الأقباط فى الثورة.. أتظننى لم أعرف بعشرات الكهنة الذين انضموا للثورة، وأقاموا القداس فى كل ميادين مصر؟.. كنت أعلم وكنت أصلى من أجلكم.
هنا قال الدكتور علاء:
اسمح لى يا قداسة البابا.. لقد تحالف الإخوان مع العسكر وصنعوا مجلس شعب شكلياًعاجزاً، وهم الآن، بالمخالفة للإعلان الدستورى، قد سيطروا على نصف اللجنة التأسيسية وسوف يصنعون دستورا على مقاس الإخوان والمجلس العسكرى.. بعد ذلك سوف يأتون بالرئيس الذى يطيع المجلس العسكرى.. كنت أتمنى من قداستك أن تتكلم بصراحة عن كل ذلك.
ضحك البابا وقال:
فات الأوان. لو تكلمت الآن فلن يسمعنى أحد هناك.
ضحكوا ثم قال البابا بجدية:
كنت أتمنى أن تعيد الثورة إلى المصريين كرامتهم وتحفظ حقهم فى الحياة، لكننى وجدت الشهداء يتساقطون بعد الثورة كما تساقطوا قبلها. أرجوكم تفاءلوا ولا تستسلموا للإحباط. حق الشهداء لن يضيع.. سوف تنتصر الثورة وسوف يحاكم المسؤولون عن كل هذه الجرائم. إن التاريخ يعلمنا أن الثورات لا تهزم أبدا. قد تتعطل وقد تضل الطريق، لكنها حتما سوف تنتصر فى النهاية.
ساد الصمت وقال مينا بحرج:
سامحنا يا سيدنا إذا كنا تجاوزنا فى حديثنا مع قداستك.ابتسم البابا، وقال بهدوء:
لا يمكن أن أغضب منكم. يعلم الله كم أحبكم.. أشكر الرب لأننى سأظل معكم هنا.. سأذكركم يوما ما بهذا الحوار.. قريبا سوف نرى من هنا مصر وهى تبدأ المستقبل العظيم الذى تستحقه.
قام الشهداء الأربعة لتحية البابا.. صافحه الدكتور علاء والشيخ عماد، بينما انحنى مينا ومايكل وقبلا يده. وأخيرا قال الشيخ عماد:
ــ إن كلماتك يا قداسة البابا قد أراحت نفوسنا. شكرا جزيلا.
استدار الشهداء لينصرفوا، بينما ظل البابا يتابعهم بنظره وقد بدا على وجهه الارتياح.
الديمقراطية هى الحل